لا احد ينكر أن النمو الاقتصادى العالمى يمر بظروف تختلف حدتها من منطقة الى اخرى والمؤشرات تشير الى أن النمو الاقتصادى فى دول مجموعة اليورو مازال اقل من المستوى المستهدف وحسب تقديرات البنك الدولى فأن معدل نمو الاقتصاد فى منطقة اليورو سوف يكون فى حدود 1.1%... وأن معدل نمو الاقتصاد فى الصين سوف ينخفض من 10% سنويا فى سنوات سابقة الى حوالى 7.5% هذا العام ...

كل ذلك انعكس على حجم الاستثمارات التى تقيمها تلك الدول فى مشروعات الانشاء والتعمير والبنية التحتية وهذه المشروعات تعتبر المستخدم الاكبر لمنتجات الصلب ...

ولو نظرنا الى الاتحاد الاوربى فأن هناك طاقة انتاجية فائضة لاتقل عن 30 مليون طن كذلك لو نظرنا الى الصين اللاعب الاكبر عالميا فى انتاج الصلب فبرغم انخفاض معدل النمو الاقتصادى فى الصين وانخفاض الطلب على منتجات الصلب و يعود ذلك اساسا الى انخفاض الاستثمارات الحكومية فى المشروعات التنموية .... ورغم ذلك فأن انتاج الصين من الصلب خلال الاربع اشهر الاولى من هذا العام قد ارتفع بنسبة 2.7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى وطبقا للاحصائيات التاريخية خلال السنوات الماضية فأن هذه الزيادة هى متوسط الزيادة الطبيعية لانتاج الصلب فى الصين سنويا ... ولكن الاهم من ذلك هو أن البيانات الصادرة من مركز المعلومات والاحصاءات بالصين تشير الى أن صادرات الصين خلال الربع الاول من هذا العام قد ارتفعت بنسبة  22%  مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى وهذا يعطى مؤشرا لنظرة الصين المستقبلية لتسويق منتجاتها من الصلب ... ولكن ما مدى تأثير ذلك على اسواق الصلب العالمية ... بالطبع فأن هذا الاتجاه سوف يكون له مردود سلبى على اسواق الصلب العالمية حيث تتأثر الاسعار فى الاسواق المستهدفة مع تقلص الطلب على منتجات الصلب المحلية فى تلك الاسواق ويصاحب ذلك انخفاض انتاجية الشركات فى تلك الدول و التى قد لاتستطيع مقاومة المنافسة العالمية ...فعندما تصل صادرات الصين من المنتجات النهائية الى 10% من اجمالى انتاجها خلال الربع الاول من هذا العام فأن ذلك يقود الى مزيدا من التوتر فى الاسواق المستهدفة ومزيدا من رفع قضايا الاغراق على المنتجات الصينية ولكن لنا أن نتساءل هل بعد أن كانت الصين فى السنوات الماضية تستهلك اكثر من 98% من انتاجها المحلى بسبب ضخامة الاستثمارات فى المشروعات المرتبطة بالانشاء والتعمير والبنية التحتية فقد اصبحت الصين الان لاعبا رئيسيا فى تصدير منتجات الصلب ... واصبحت منتجات الصلب من الصين تشغل حيزا فى الاسواق العربية ...وخاصة أن هذه الاسواق اصبحت هدفا رئيسيا للصين لتصدير جزء من فائض انتاجها ومن المتوقع أن يكون هناك ضغوط ومنافسة قوية للاستحواذ على حصة من احتياجات الاسواق العربية من الصلب بين كل من الصين و تركيا واوكرانيا ... والسؤال المطروح ماهو موقف شركات الصلب العربية من هذه الاوضاع الجديدة ... بالتأكيد سوف تظهر أثار ذلك خلال السنوات القادمة ... والسؤال المطروح الان ما هو مدى تأثير ذلك على الاستثمارات العربية فى صناعة الصلب حيث أن الصين تمتلك القدرة على المنافسة السعرية لمنتجاتها ... أن الاحصائيات حتى العام الماضى تشير أن 2% من صادرات الصين يتم تسويقها فى الاسواق العربية وهذه النسبة قد تصل الى 10% مع نهاية العام القادم لان الاسواق العربية اصبحت من اكبر الاسواق العالمية فى معدل النمو واستهلاك الصلب نظرا للاستثمارات الضخمة التى تضخها الحكومات العربية وخاصة فى منطقة الخليج فى مشروعاتها الانشائية والتنموية والتى تحتاج مزيدا من منتجات الصلب.

وللاجابة على السؤال الذى مازال مطروحا كما يراه الاحاد العربى للحديد والصلب من ضرورة التحوط مستقبلا لحماية صناعة الصلب العربية من اى تهديدات قد تؤثر على مسيرتها مستقبلا وان هذا الملف نظرا لاهميته سوف يعرض على لجنة الخبراء التى اعتمدها مجلس ادارة الاتحاد فى اجتماعه الاخير فى ابوظبى مع ملفات اخرى بهدف اعداد استراتيجية مستقبلية للاتحاد خلال الثلاث سنوات القادمة ... ولا بديل امام صناعة الصلب العربية الا تحقيق التعاون العربى عربى فى هذا المجال خفاظا على الاستثمارات الهائلة التى ضختها الحكومات العربية والمستثمرون لتنمية هذه الصناعة.

..............

مجلة الصلب العربي