أخبارالسعودية

kandil

السعودية: التحول في المنافسة إلى التعاون والتكامل الصناعي

الخميس 10 أبريل 2014 01:39 مساءً المشاهدة(1299)

من المنافسة إلى التعاون والتكامل، هذا هو التوجه في العالم الصناعي المتقدم، فقد تحولت الشركات في الدول الصناعية المتقدمة من شركات متنافسة إلى شركات متكاملة، من خلال استراتيجيات تعاونية؛ لأنها أدركت أهمية هذا التوجه لنموها وكفاءتها الإنتاجية وتحقيق الأرباح العالية والمبيعات التي تساعدها على توسيع نشاطاتها، وحصتها السوقية في الأسواق العالمية.

 

وما التعاقد بين بعض هذه الشركات سواء في مشاريع مشتركة أو عقود توريدية مختلفة، إلا مثال واضح على الرؤية التعاونية مع بزوغ شمس الألفية الثالثة.

 

وقد وجدت الشركات العابرة للقارات، أهمية كبيرة في التعاون مع منافسيها نحو تعاون مشترك يخدم مصالحها ومصالح دولها.

 

الإطار الجديد للتعاون والتكامل بين الشركات، يساعدها على تحقيق أهدافها بنجاح، بل يجعلها تعتمد على بعضها وتخرج من النمط التقليدي، الذي يرتكز على السرية في تعاملها مع بعضها، فلا تشارك بعضها في المعلومات والموارد.

 

أما اليوم فإن الشركات الناضجة تتعامل فيما بينها بشفافية عالية وتبادل أمثل للمعلومات والموارد؛ لتحقيق الأهداف المشتركة.

 

الشركات البترولية الأمريكية على سبيل المثال، دخلت في اتفاقات تعاونية؛ للاستثمار خارج الولايات المتحدة، وكونت تكتلات عملاقة تخدم مصالحها المشتركة بالرغم من التنافس فيما بينها في بلدها.

 

والقطاعات الاقتصادية المختلفة في المملكة بحاجة لرؤية مشتركة، تدفعها نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمملكة، ومنها التنمية الاقتصادية المستدامة.

 

ومن أكثر القطاعات الاقتصادية التي يفترض فيها التكامل والتعاون، هما كل من قطاع البترول وقطاع البتروكيماويات.

 

فكما هو معروف أن شركة أرامكو السعودية تزود بعض شركات سابك بالبترول الذي يعد الأساس في المنتجات البتروكيماوية، لكن بعد توجه رؤية أرامكو السعودية نحو إنتاج البتروكيماويات بالتعاون مع شركة داو، عندما أسست شركة صدارة للبتروكيماويات أصبحت العلاقة التعاونية بينها وبين سابك تنافسية، من منظور بعض الاقتصاديين، بالرغم من تطمين أرامكو السعودية لسابك بأنها ستتعاون معها.

 

وهناك صناعات إنشائية في المملكة مثل: قطاع الأسمنت، وقطاع الحديد والصلب، يمكن أن يكون بينهما رؤية مشتركة لخدمة حاجة الإسكان في المملكة من أسمنت وحديد تسليح.

 

وتعد الإدارات المنغلقة للشركات في المملكة من معوقات التكامل الاقتصادي بينها، حيث تهيمن ثقافة المنافسة والاحتكار على أفكار إدارات الشركات، في العديد من القطاعات الاقتصادية، لذلك من الضرورة تحررها من هذا الفكر القديم، والتكيف مع الفكر التعاوني المتكامل بين الشركات من جهة، والقطاعات الاقتصادية المختلفة من جهة أخرى.

 

وتعتبر ممارسة وفلسفة إدارة سلسلة الإمداد، من الممارسات الحديثة، التي تتطلب التعاون والتكامل بين الشركات من جهة والقطاعات الاقتصادية المختلفة الإنتاجية أو الخدمية من جهة أخرى.

 

وفي الختام، لا بد للشركات السعودية من تبني الفكر التعاوني التكاملي، وتذليل المعوقات غير المالية التي تحول بين الشركات، وتحقيق سياساتها المالية التي رسمتها.

 

وفي حال عدم تذليلها للمعوقات؛ فإنها ستجد صعوبة في الوصول إلى سياسات مالية سليمة، بل ستفشل في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المأمولة. وتعد الإجراءات من أكثر هذه العوامل تأثيراً في السياسات المالية للشركات؛ لأنها طويلة ومعقدة ومملة.

 

..............................

د. عبد الوهاب سعيد القحطاني



داخلي اخبار
soy
العالمية - اسفل الاخبار
شريف ستيل- الاخبار

اخبار متعلقة

السعودية: "الصناعة" تعلن 6 فرص تعدينية جديدة للمستثمرين.. تشمل خامات الزنك والرصاص والنحاس
المشاهدة(148)

 أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن 6 فرص تعدينية جديدة للمستثمرين المحليين والدوليين، ضمن الجولة الخامسة للمنافسات التعدينية على رخص الكشف، التي تشمل خامات الذهب والنحاس والزنك والرصاص والفضة في مناطق...المزيد

السعودية تكشف عن إطار تمويل أخضر يستهدف 8 أنواع من المشاريع
المشاهدة(121)

قد تبدأ حكومة السعودية في بيع السندات الخضراء لأول مرة، مع سعي أكبر مصدر للنفط إلى جمع الأموال لمشاريع صديقة للبيئة، والانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، الذي يعتبر من أعمدة اقتصادها الرئيسية.المزيد

السعودية تدعم شركات إستكشاف المعادن في مراحلها الأولى بسلة حوافز
المشاهدة(127)

أطلقت وزارة الصناعة السعودية مجموعة حوافز جديدة للشركات العاملة في قطاع التعدين، مركزة على تقليل المخاطر على شركات الاستكشاف خلال مراحلها الأولى.المزيد

اضف تعليق