أخبار عالمية

كيف يهدد النمو المتعثر في الصين أسواق السلع؟

الخميس 24 أغسطس 2023 10:47 صباحاً المشاهدة(345)

 
أصبح الاقتصاد الصيني المتعثر الآن أكبر تهديد للطلب على السلع عالمياً، إذ يتدهور النشاط الاقتصادي والتدفقات الائتمانية لدى أكبر مشتر في العالم بشكل حاد، مما يعرض أهداف النمو المتواضعة التي حددتها بكين للخطر.
 
تماسكت السلع حتى الآن بشكل أفضل من الأصول الأخرى في ظل تدهور الاقتصاد. فبعد التحرر من قيود الوباء، ارتفع استهلاك الوقود.
 
كما ساهمت التوقعات بأن الحكومة ستضطر إلى زيادة التحفيز لإنقاذ النمو، فضلاً عن بداية الانتعاش الموسمي في الطلب، في دعم بعض الأسواق.
 
لكن الوضع يظل مثيراً للقلق؛ حيث يواجه التجار أزمة ممتدة في سوق العقارات والانكماش وضعف الصادرات وانخفاض قيمة اليوان.
 
تشمل التحديات الهيكلية رغبة الحكومة في التحول إلى اقتصاد بقيادة الاستهلاك بدلاً من الاستثمار، وهو أمر مفيد للطلب على الوقود والغذاء وليس معادن الاقتصاد التقليدي التي يحركها البناء.
 
يقدم إنفاق الصين الهائل على الطاقة النظيفة إنقاذاً، مما يزيد من استهلاك المواد المرتبطة بالتحول نحو الأخضر مثل النحاس. وتوجد دائماً مقايضات، وفي هذه الحالة يخفض الطلب على الوقود الأحفوري.
 
المعادن الأساسية
تراجعت المعادن الأساسية من أعلى مستوياتها خلال يناير مع فقدان الاقتصاد قوته، مما أدى إلى سحق هوامش الربح في المصاهر والشركات المصنعة.
 
يعد انخفاض الربحية في النصف الأول هو أسوأ أداء لها منذ أكثر من عقد. من المقرر صدور بيانات أرباح الشركات الصناعية لشهر يوليو يوم الأحد ومن المرجّح أن تظهر المزيد من المتاعب في القطاع.
 
قال وانغ رونغ، المحلل في شركة "غواتاي جونان فيوتشرز" (Guotai Junan Futures Co)، إن الانخفاض في هوامش الربح لدى الشركات المصنعة، وخاصة بالنسبة للألمنيوم، هو "نتيجة للمنافسة الشرسة وحرب الأسعار في بعض القطاعات".
 
في الوقت نفسه، انخفض مخزون النحاس والألمنيوم، وهما المعدنان الأساسيان الأكثر استخداماً على نطاق واسع، مع اقتراب مخزون الألمنيوم من المستويات الحرجة السابقة، حسب مصرف الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس".
 
في مذكرة بحثية خلال الشهر الجاري كتبت " أيه إن زد غروب هولدنغز" ( ANZ Group Holdings Ltd) أنه مع توقف المحركات التقليدية للاستهلاك، "دعمت مصادر النمو الجديدة من جانب قطاعات الطاقة النظيفة الطلب على المعادن".
 
الحديد والصلب
يمثل البناء نحو 40% من الطلب على الصلب في الصين، ويشكل خام الحديد، المادة الأساسية لأفران الصهر، رمز الاقتصاد القديم.
 
ساعدت الرهانات على التحفيز في إبقاء الأسعار فوق 100 دولار للطن، رغم أن التردد في تحميل الحكومات المحلية المزيد من الديون يقوض احتمال لجوء بكين إلى الإنفاق الكبير على الأشغال العامة.
 
يتزايد الطلب الموسمي مع إنقضاء فترة الهدوء إبان الصيف إلى ما يسمى بالأشهر الذهبية لنشاط البناء، مما يؤدي إلى رفع معدلات التشغيل في أفران الصهر وتقلص مخزون الخام.
 
مع ذلك، فإن حالة سوق العقارات تعني أن شركات صناعة الصلب ربما تكون حذرة بشأن استغلال المزيد من الواردات لتجديد الإمدادات، حسبما قال ستيفن يو، المحلل في شركة "ماي ستيل" (Mysteel).
 
و"في حين أن هذا (الوضع) قد يجعل المصانع معرضة للخطر بشكل كبير حال حدوث انتعاش مفاجئ في الطلب على الصلب، إلا أن هذه نقطة مثيرة للجدل نسبياً في ضوء ضعف أداء الاقتصاد الصناعي بالصين"، وفق قول أتيلا ويدنل، العضو المنتدب لشركة "نافيغيت كوموديتيز" (Navigate Commodities Ltd).
 
النفط الخام
أصبحت شحنات النفط الخام نقطة مضيئة بين واردات الصين من السلع في النصف الأول، ومن المتوقع أن يمثل نمو الطلب هذا العام 40% من الإجمالي عالمياً. لكن التعافي قد يكون الآن بطيئاً مع قيام مصافي التكرير بتقليص الواردات والتحول إلى تقليص المخزون.
 
قد تؤدي الحاجة إلى تجديد المخزون لإعادة تنشيط الواردات، التي انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاثة أشهر في يوليو.
 
لكن الكثير من الطلب على المنتجات النفطية يظهر في أسواق التصدير، وليس في الداخل. على سبيل المثال، ارتفعت صادرات الصين من الديزل في يوليو أكثر من ثلاثة أضعاف على أساس شهري.
 
على الصعيد الداخلي، تبدو الصورة أكثر قتامة؛ حيث تراجع استهلاك الديزل بسبب ضعف النشاط الصناعي، في حين يواجه الطلب على البنزين تحدياً يتمثل في الانتشار السريع للسيارات الكهربائية. شهد قطاع البتروكيماويات في الصين، الذي يقوم بتصنيع البلاستيك والمطاط، انخفاضاً نادراً في المبيعات والأرباح خلال النصف الأول، وما يزال يعتمد كثيراً على سلامة (أداء) سوق العقارات.
 
الفحم والغاز
يعتمد النشاط الاقتصادي في الصين على الفحم، وهو الوقود الأساسي. عززت بكين الإنتاج والواردات على حد سواء لتحقيق انتعاش جاء مخيباً للآمال في نهاية المطاف، مما أدى إلى حدوث وفرة من المعروض، دفعت الأسعار إلى التراجع.
 
الآن بعد أن مرت ذروة احتياجات التبريد في الصيف -يمثل استخدام مكيفات الهواء استنزافاً كبيراً لإمدادات الكهرباء- يمكن لمحطات الكهرباء أن تختار التخلص من المخزون إذا ظلت المؤشرات الصناعية قاتمة، مما يزيد من الضغط على السوق.
 
من المرجح أيضاً أن تؤدي الضائقة الاقتصادية في الصين إلى كبح جماح الوتيرة السريعة للشحنات الواردة، والتي تضاعفت تقريباً عن العام الماضي.
 
من المرجح كذلك أن تتباطأ مشتريات الغاز الطبيعي المسال، وهو وقود بديل، في ضوء وفرة الفحم. يمثل انخفاض قيمة اليوان، الذي يجعل السلع المقومة بالدولار أكثر تكلفة، صعوبة أخرى للمشترين.
 

>> المصـــدر: إقتصاد الشرق - بلومبرج



soy

اخبار متعلقة

الولايات المتحدة تخصص هامش إغراق صفر لأنابيب الخطوط الملحومة من كوريا الجنوبية
المشاهدة(35)

أعلنت وزارة التجارة الأمريكية (DOC) عن النتائج النهائية لمراجعتها الإدارية لأمر رسوم مكافحة الإغراق (AD) على أنابيب الخطوط الملحومة من كوريا الجنوبية للفترة بين 1 ديسمبر 2021 و30 نوفمبر 2022. المزيد

سجلت شركة SSAB السويدية انخفاضًا في صافي أرباح وإيرادات الربع الأول
المشاهدة(40)

أعلنت شركة SSAB السويدية لإنتاج الصلب المتخصص عن نتائجها المالية والتشغيلية للربع الأول من العام الحالي، حيث سجلت أرباحًا صافية قدرها 2.57 مليار كرونة سويدية (237.05 مليون دولار) في الربع الأول، مقارنة بصافي ربح قدره 3.70...المزيد

انخفضت قيمة صادرات المعادن الأساسية في جنوب أفريقيا بنسبة 7.4% في الفترة من يناير إلى مارس
المشاهدة(56)

ووفقا للبيانات الصادرة عن دائرة الإيرادات في جنوب أفريقيا (سارس)، في مارس من هذا العام، بلغ إجمالي قيمة صادرات جنوب أفريقيا من المعادن الأساسية ومصنوعاتها 17.48 مليار  المزيد

اضف تعليق