قال نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة «فولاذ» البحرينية خالد قديري إن مجلس إدارة الشركة المتحدة للستانلس ستيل (يوسكو) والتابعة للمجموعة، قرر إغلاق المصنع ودراسة تحويل نشاطه إلى حديد التسليح بدلاً من منتجات الستانلس ستيل، وذلك في خضم احتجاجات عمالية على عمليات فصل لعشرات الموظفين البحرينيين من الشركة.

 

وابلغ القديري وهو أيضا رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة «يوسكو» «الوسط» أن عملية التحويل إذا ما تم المضي فيها قد تستغرق ما لا يقل عن ثلاث سنوات إذ إن عملية التحويل ستتطلب فترة دراسة لن تقل عن ستة أشهر في حين عملية التحويل نفسها على أرض الواقع تتطلب عملياً ما لا يقل عن سنتين إلى جانب استثمارات تصل إلى 200 مليون دولار.

 

وقال القديري إن صناعة الستانلس ستيل تواجه صعوبات عالمية وأن هذه المشكلة لا تتعلق بـ «يوسكو» فقط بل بأكبر شركات الستانلس ستيل في العالم «أكبر شركة في العالم وهي ألمانية تكبدت على مدى السنوات الماضية خسائر تفوق الثلاثة مليارات دولار».

 

من جانب آخر، وفي معرض رده على سؤال بشأن شكاوى من عمليات فصل للموظفين، قال قديري إن شركته حولت نحو 62 في المئة من 118 موظفاً يعملون في «يوسكو» إلى شركات تابعة إلى «فولاذ» مشروع «صلب» وهو قيد الإنشاء ومصنع كريات الحديد الذي يعمل حالياً بنصف طاقته بسبب ضعف السوق. وأضاف «70 في المئة ممن تم تحويلهم من شركة يوسكو هم من البحرينيين على الرغم من عدم الحاجة عملياً في المصانع الأخرى فمصنع كريات الحديد يعمل بطاقة 50 في المئة في حين مصنع «صلب» لم يبدأ العمل بعد».

 

وينظم عمال مفصولون من «يوسكو» اعتصامات بصورة متكررة في مبنى وزارة العمل، ينتقدون ما أسموه بتقاعس الشركة عن إعادة توظيفهم في الشركات التابعة إلى «فولاذ»، إذ أشاروا إلى أنه تم تسريح أكثر من 60 موظفاً من «يوسكو» بصورة نهائية وأن عمليات التسريح يشوبها «تمييز».

 

وعن ما إذا كان يمكن استخدام من تم تسريحهم للتوظيف في «صلب» قال « قمنا بعملية التوظيف وعدد من الوظائف خصوصاً في مجال درفلة الحديد والصناعات الثقيلة تتطلب تكنلوجيا من شركات عالمية وعملية تدريب عمالة وطنية تستغرق وقتاً طويلاً وليست عملية سهلة».

 

وعن الجدول الزمني لتحويل «يوسكو» إلى مصنع للصلب قال قديري إن ذلك يتطلب وقتاً ودراسة متأنية «لقد وقعنا في حفرة ولا نريد الوقوع في حفرة أخرى».

 

وقال إن الحصول على تمويل من أجل الاستثمار في المصنع سيتطلب جهوداً لإقناع المصارف بتمويل هذه المشروعات في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية غير المواتية في المنطقة «قيمة المصنع 250 مليون دولار ونريد مبلغاً مشابهاً إلى عملية التحويل وهذا يتطلب جهدا للإقناع».

 

لكنه نوه بالجدوى الاقتصادية لمشروع حديد التسليح المستخدم في البناء «هناك مشكلة بالنسبة لحديد التسليح في منطقة الخليج وأعتقد أن هناك طلباًَ كثيفاً على حديد التسليح بالمنطقة».

 

والمصنع هو الأكبر في المنطقة الواقعة بين الهند وأوروبا في مجال الستانلس ستيل وأقيم في منطقة الحد الصناعية على مساحة 88 ألف متر مربع، وتتجاوز طاقته الإنتاجية 90 ألف طن من صناعات: الستانلس ستيل، وينتج صفائح ذات أحجام مختلفة ومنتجات لكسو المباني والمصاعد والأواني المنزلية، وكان قد تم الاتفاق مع شركة «Temsor» لضمان تسويق ما نسبته 13 في المئة من إجمالي التصنيع، وهذا التسويق سيكون لعشر سنوات بعد إقامة المصنع وبدء الإنتاج.

 

ومشروع «يوسكو» واحد من المشروعات الصناعية الرئيسية في المنطقة، وبإجمالي استثمار يزيد على 200 مليون دولار. وبهذا تعتبر الشركة ثالث استثمار رئيسي في البحرين تقوم به مؤسسة الخليج للاستثمار.

 

يذكر أن ولي العهد، نائب القائد الأعلى، رئيس مجلس التنمية الاقتصادية، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، افتتح قبل نهاية أبريل/ نيسان 2010 أكبر مجمع متكامل للحديد والصلب في العالم باستثمارات تصل إلى 3.5 مليارات دولار.

 

ويضم المجمع الكثير من المصانع التي تكمل بعضها بعضاً ابتداء من إنتاج كريات الحديد حتى المنتج النهائي؛ ما يجعله أكبر مجمع متكامل في العالم يقع على مساحة 1.4 مليون متر مربع؛ إذ يضم مجمع فولاذ، مصنعاً لإنتاج كريات الحديد تبلغ طاقته 5 ملايين طن، ومصنعاً لكريات الحديد تبلغ طاقته 7 ملايين طن، ومصنعاً للستانلس ستيل بطاقة 100 ألف طن، ومصنعاً لإنتاج الحديد الإسفنجي بطاقة 1.5 مليون طن، وفرناً لصهر الحديد

بطاقة 1.2 مليون طن، ووحدة لدرفلة الحديد بطاقة مليون طن.